تجميل الأذن البارزة
من الطبيعي أن نشعر باهتمامٍ كبيرٍ بمظهرنا ونحصل على جزءٍ غير هينٍ من ثقتنا بأنفسنا وفقًا للشكل الذي نظهر عليه أمام أنفسنا قبل أن يكون أمام الآخرين، لأننا أكبر حكامٍ وقضاةٍ على أنفسنا، لذلك نجد كثيرين ممن لم يؤتوا الجمال الفاتن راضين عن أنفسهم تمام الرضى لأنهم ينظرون لأنفسهم نظرة كمالٍ وتقدير، لكن ذلك لا يمنع أننا عندما نجد في شكلنا مشكلةً ظاهرةً يؤرقنا ذلك ويقلقنا كثيرًا ويؤثر على جوانب في حياتنا قد نستغرب كونها تأثرت بشيءٍ لا علاقة له بها.
عندما تمر بيوم سيء أو لم تستطع أن تنال القسط الكافي من النوم فتظهر عيناك متورمتين تحدهما الهالات السوداء فإن ذلك يصيبنا بالانزعاج من مظهرنا وفقدان الثقة، فماذا عن الأذنين؟ البعض لا ينتبه للأذنين من الأساس لمجرد أنها عادية أو طبيعية إذًا لن ننظر لها ولن نلاحظ وجودها حتى لأنها جزءٌ طبيعيٌ بديهيٌ من أجسادنا لا يلفت انتباهنا.
لكننا نبدأ في الانتباه والملاحظة عندما تظهر الأذن بشكلٍ غير طبيعيٍ كالأذن البارزة مثلًا، المكان الطبيعي للأذن هو على جانبي الرأس ويكونان قريبين منه بشكلٍ يجعلهما خارج نطاق ملاحظتنا اليومية. لكن عندما يبتعد الأذنان عن الرأس ويخلان بشكل الرأس العادي المحفور في عقولنا الباطنة عندها تبدأ الملاحظة، ويبدأ أصحاب الأذن البارزة في محاولة تغطيتها وإخفائها طوال الوقت بإسدال الشعر عليها.
لكن ماذا إن أرادوا قص شعورهم أو رفعها أو تغيير شكلها ولا يشعرون بالثقة بسبب آذانهم؟ لربما إذا يحتاجون إلى حلولٌ تساعدهم على علاج الأذن البارزة
ما هي الأذن البارزة؟
الأذن البارزة وأحيانًا تسمى بالأذن الوطواطية هو نمو الأذن بشكلٍ غير طبيعي أو أكثر من المعتاد أو نوع من أنواع التشوه في نمو غضروف الأذن يؤدي إلى ظهورها بشكلٍ أكبر من المعتاد وجعلها بعيدةً عن الرأس بشكلٍ ظاهرٍ لا يمكن ألا يُلاحَظ.
تكون الأذن البارزة أحيانًا وراثية ويولد الشخص بها لكن الإحصائيات والدراسات تُثبت أن 30% من الأطفال الذين يعانون منها يولدون بآذانٍ طبيعية لكنها تبرز وتكبر أثناء النمو، وأحيانًا تبرز الأذنان معًا وفي أحيانٍ أخرى يكون واحدةٌ أكثر بروزًا من الأخرى. توجد عند الأطباء قياساتٌ ومعاييرٌ معينة للأذن وزوايا لبعدها عن الرأس تختلف حسب النوع والسن إن زادت عن حدها تُصبح بإجماع الأطباء أذنًا بارزة قد تستدعي العلاج برغبة صاحبها.
هل للأذن البارزة أضرارٌ صحية؟
قد تندهش عندما تعرف أن عملية الأذن البارزة من أشهر عمليات التجميل في الوطن العربي ما يدفعك للتساؤل عن مضارها الصحية وإن كانت تؤثر على حاسة السمع في شيءٍ أم لا. في الواقع هي ليس لها مضار صحية وأي شخصٍ يخضع لعملية علاج الأذن الوطواطية يكون ذلك بدافع تفادي الأثر النفسي الذي تسببه.
كما ذكرنا فالحالة النفسية للإنسان تتأثر كثيرًا بمظهره ونظرة الناس لذلك المظهر، والأذن البارزة ليست واحدةً من المظاهر الجمالية وإنما تخل بالشكل العام لتوازن الوجه عند النظر له، وكثيرٌ ممن لديهم الأذن البارزة يعانون من القلق والخجل والتوتر الاجتماعي وفقدان الثقة بالنفس والإحساس الداخلي بفقدان الجمال والجاذبية بسببها، وقد تؤدي مع مرور الوقت إلى مشاكل نفسية واجتماعية أكثر عمقًا بداخل الإنسان، و تجميل الأذن البارزة يعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم مرةً أخرى.
أكثر المتضررين من الحالة النفسية التي تسببها الأذن البارزة هم الأطفال، لذلك نجد أغلب الخاضعين لتلك العملية منهم. عندما يبدأ الطفل بالفهم والخروج من البيت ومظلة حب أبويه إلى المجتمع الخارجي سيجد أنه مختلف، وحيث أن الأطفال سريعي البديهة وشديدي الملاحظة فسوف يلاحظ الأطفال الآخرون شكل أذنيه البارزتين، وقد يدفعهم ذلك لمضايقته والسخرية منه وحتى نبذه في بعض الأحيان، وستتحول حياته إلى مشكلةٍ تتمحور حول شكل أذنيه البارزة ما سيشوه نفسيته وسيؤدي لنموه بالعديد من العقد والمشاكل النفسية المختلفة.
علاج الأذن البارزة بدون جراحة
يتم تحديد الوسيلة التي سيتم بها تجميل الأذن البارزة باعتبار حالة الأذن والعمر الذي تتم فيه العملية بشكلٍ أساسي، فعندما يتم اكتشاف الحالة في الصغر أي قبل أن يتم الطفل شهره السادس يكون علاج الأذن البارزة بدون جراحة أمرًا سهلًا وشائعًا، فالغضاريف في الطفل تكون شديدة الليونة سهلة التشكيل والقيادة فيمكن عندها تعديل مسارها حتى لا تنمو في الاتجاه الخاطئ.
يمكن تنفيذ العلاج عن طريق ارتداء الطفل جبيرة أذنٍ أو قناع أذنٍ مطاطي يرشد الأذن للنمو في الاتجاه الصحيح، أو يمكن أحيانًا تنفيذ ذلك بربط الرأس والأذنين فتنمو الأذنان قريبًا من الرأس ولا تبتعدا عنه. أما في حالة ازدياد عمر الطفل عن 6 أشهر يصبح غضروف الأذن أكثر صلابة ويصعب التحكم في نموه لذلك تكون الجراحة هي الحل الوحيد المتبقي.
دواعي تنفيذ عملية الأذن البارزة
يشعر بعض الناس بحالة سلامٍ وتصالحٍ مع أنفسهم وشكلهم ولا يريدون تغييره أو التدخل فيه كالقيام بعلاج الأذن الوطواطية أو تصغير الأذن أو غيرها من عمليات تجميل الأذن بشكلٍ عام، في حين أن البعض الآخر يرغبون في ذلك وسيساعدهم ذلك في تحسين حياتهم عندها تكون لهم كامل الحرية في اختيار القيام بالعملية.
ليست هناك دواعي محددة للخضوع إلى تجميل الأذن البارزة إنما هي حاجة الشخص نفسيًا لذلك وحسب أو في حالة بروز الأذن أكبر وأكثر من اللازم لدرجةٍ تخرج عن الحدود الطبيعية تمامًا، أما في حالة الأطفال فيحب الأطباء دائمًا وضع رغبة الطفل في أعلى الأولويات.
السن المناسب للقيام بتلك العملية هو بعد الخمس سنوات عندما يبدأ الطفل بالتأثر النفسي من بروز أذنيه وتظهر رغبته في القيام بالعملية والتخلص منهما ليتخلص من مضايقة أقرانه ونظرة الآخرين له، لكن بعض الأطفال يواجه رهبةً من الأطباء والعمليات الجراحية وتزيد تلك الرغبة على رغبته في تحسين أذنيه، عندها على الوالدين أن ينتظرا قليلًا حتى يكبر ويتخلص من خوفه الطفولي من الأطباء ويطلب إجراء العملية بنفسه فلا ضير من الانتظار.